مناورات بحرية مشتركة بين روسيا والصين وإيران في تشابهار تعكس موازين القوى العالمية الجديدة

عُقدت في الآونة الأخيرة مناورات بحرية مشتركة بين روسيا والصين وإيران في ميناء تشابهار، وفقًا لما نقلته وكالة تسنيم الإيرانية. هذه المناورات تعكس توازنات عسكرية جديدة في سياق دولي وإقليمي متغير، حيث تواجه الدول الثلاث ضغوطًا متزايدة من الغرب.
تزامنت المناورات مع زيادة حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة، خصوصًا مع التعزيزات العسكرية والتصريحات العدائية التي صدرت عن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. بالرغم من ذلك، يبرز اللقاء كخطوة لتعزيز الشراكات الدفاعية بين الدول الثلاث في مواجهة التحديات المشتركة.
أهمية موقع تشابهار لا تقتصر على كونه قاعدة بحرية، بل يُعتبر مركزًا حيويًا لطموحات إيران الاقتصادية في المنطقة. فهو يوفر طرقًا تجارية مباشرة مع الأسواق العالمية، ويُعزز النفوذ البحري الإيراني في المحيط الهندي. هذا الاختيار يُشير إلى توجه لتأمين هيمنة بحرية أكبر، فضلًا عن توجيه رسائل سياسية تتجاوز الحدود الإقليمية.
وقد أكد القيادي الإيراني حسين كنعاني مقدم أن هذه المناورات تُعد ردًا على التهديدات الأمريكية، مما يُظهر تضامن القوى الإقليمية. واتفق معه خبير الأمن الدولي عارف دهقاندار، موضحًا أن المناورات تعكس أهمية تشابهار الجيوستراتيجية كجزء من مبادرة “الحزام والطريق” الصينية.
فيما انطلقت النسخة السابعة من مناورات “حزام الأمن البحري 2025” خلال فترة يشهد فيها العالم تصعيدًا عسكريًا بشأن البرنامج النووي الإيراني. ورغم هذه التصعيدات، يُنظر إلى المناورات كرسالة توضح استعداد طهران لمواجهة أي تهديدات.
الأمر الذي يستوجب الملاحظة هو أن المناورات لا تعني بالضرورة تشكيل تحالف رسمي ضد الغرب، بل تسلط الضوء على التعاون البراغماتي وفق مصالح الدول الثلاث. ورغم تصاعد التوترات بين الصين والولايات المتحدة، يظل رد الفعل الأمريكي على المناورات هادئًا، مما يشير إلى عدم اعتبارها تهديدًا جديًا.