بلديات غزة تطلق مبادرات لتحسين الأجواء استعداداً لشهر رمضان وسط آثار الحرب المدمرة

تشهد بلديات قطاع غزة جهوداً مكثفة لإعادة التألق لشوارع المدينة مع حلول رمضان، وهو الشهر الأول بعد الحرب الدموية التي أعاقت الحياة على مدار 15 شهراً. يعكس هذا الشهر مشاعر متباينة مفعمة بالفرح والحزن في نفوس الفلسطينيين ممن حل عليهم رمضان بعد تحقيق نكبات كثيرة.
حيث أقدمت البلديات على تنظيف وتزيين الشوارع بشكل خاص من خلال تقوية البنية التحتية المدمرة بنسبة 88% وتقديم بعض الجماليات في الشوارع التي تضررت، محاولةً إعادة البهجة للقلوب المكسورة. وفي 2 فبراير، أعلن رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن منطقة “منكوبة” نتيجة الحرب الإسرائيلية.
في محافظة غزة، أطلقت البلدية مبادرة تطوعية تحت اسم “غزة أجمل بأيدينا” قبيل رمضان، متعاونة مع وزارة الحكم المحلي وتضامن مجتمعي. تهدف الحملة إلى تنشيط مشاركة السكان المحليين في مواجهة الكارثة التي خلفتها الحرب. وبحسب بيان صادر عن البلدية، فقد أكد رئيسها يحيى السراج أن غزة قادرة على التعافي، مشيراً إلى أهمية نقش بصمة مجتمعية في إعادة الإعمار.
بعيداً إلى خان يونس، أطلقت البلدية حملة تحت شعار “غزة أجمل في رمضان” التي تستهدف تنظيف الشوارع وتجميل المدينة. يشمل البرنامج إزالة الركام ورفع النفايات، ويُقابل بجهود متطوعين لتصحيح مظهر المدينة، حيث تعلقت جدران بعض المنازل بالعبارة الشهيرة “غزة أجمل في رمضان”.
وفي رفح، يتم تنفيذ هذا العمل أيضاً بدعم وتعاون مجتمعي، حيث تتعاون البلدية مع وزارة الحكم المحلي في سياق الجهود المبذولة للعيش خلال الشهر المبارك. وتبرز عبارة “من وسط الدمار يولد الأمل” لتكون شعاراً يحمل رسالة مفادها أن العمل الجاد يمكن أن يُحيي الأمل من جديد.
يواجه سكان غزة صعوبات مالية تجعل الاستعدادات لشهر رمضان أمراً صعباً، إذ حولت الحرب الجميع تقريباً إلى فقراء وفقاً لتقارير البنك الدولي. وتعاني نحو 1.5 مليون نسمة في غزة من التشرد الأصلي نتيجة الأضرار.
الشهادات من سكان غزة تشير إلى أن هذه المبادرات تعكس سعيهم لتجديد الأمل في قلوب المواطنين المتألمين من آثار الإبادة، وسط أرقام مرعبة تشير إلى أن الحرب خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح. ورغم التحديات، يستمر سكان القطاع في إظهار روح التضامن والعطاء، مؤكدين بصبرهم على النضال من أجل مستقبلٍ أفضل.