وزير الثقافة اليمني السابق يحذر من تشكيل “مجلس شيوخ الجنوب العربي” ويؤكد على أهمية بناء علاقات اجتماعية حقيقية في المحافظات الجنوبية
انتقد وزير الثقافة اليمني السابق، عبدالله عوبل، إعلان رئيس المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا، عيدروس الزبيدي، عن تشكيل “مجلس شيوخ الجنوب العربي”. حذر عوبل من المخاطر المحتملة التي قد تنجم عن هذا الإعلان على العلاقات الاجتماعية والمحلية في المحافظات الجنوبية.
في مقال نشره عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أعرب عوبل عن مخاوفه من أن يؤدي الوضع المتفكك والتهديدات المترتبة على هذا الإعلان إلى إرجاع المجتمع إلى حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، مشيرًا إلى معاناة الجنوب من التدهور في الخدمات وعجز المؤسسات.
وأشار إلى أنه كان قد تناول فكرة إعادة تشكيل المجتمع الجنوبي منذ أربع سنوات، محذرًا من التدخلات التي تؤثر على النمو الطبيعي للعلاقات الاجتماعية، والتي تُصبح معها الكوارث نتيجة للقرارات غير المدروسة، موضحًا أنه يجب أن تتطور العلاقات الاجتماعية بشكل تلقائي وفق التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية.
تساءل عوبل عن هوية هؤلاء الشيوخ، وهل تم تعيينهم بقرار معين أو أنهم يمثلون فعليًا سلطة اجتماعية مكتسبة من القبائل عبر الزمن. وقد أشار إلى أهمية الاعتراف بحقوق سلاطين ومشائخ الجنوب كمواطنين، محذرًا من أن هذا الاعتراف قد يتضمن أيضًا استعادة حقوقهم السابقة.
وأكد أن ما تحتاجه المنطقة هو بناء علاقات قائمة على الاحترام الحقيقي والحوارات البنّاءة، وليس المزيد من المجالس التي تبحث عن شرعية مفقودة. ودعا إلى ضرورة التوقف عن إصدار قرارات حاسمة قبل وضوح الرؤية السياسية وتأسيس دستور وقوانين جديدة مع وجود سلطة منتخبة.
شدد عوبل على أن التدخل في العلاقات الاجتماعية الطبيعية قد يؤدي إلى تفاقم الصراعات، مؤكدًا على أهمية إعادة بناء المؤسسات المدمرة ومكافحة الفساد، بالإضافة إلى ضرورة إدارة الإيرادات بشكل فعّال وفصل الأشخاص الذين تم تعيينهم بناءً على المحسوبية.
