فضيحة أمنية في البيت الأبيض: محادثة سرية حول ضربة عسكرية في اليمن تتسرب إلى صحفي سياسي

لقد واجهت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حدثًا محوريًا متعلقًا بأمان المعلومات بعد تسريب محادثة مشفرة تتعلق بعملية عسكرية أمريكية متوقعة في اليمن. تم الكشف عن هذه المحادثة عندما أًضيف الصحفي جيفري غولدبرغ، رئيس تحرير مجلة “أتلانتيك”، إلى دردشة جماعية عبر تطبيق “سيغنال” دون قصد، إذ كانت تضم مجموعة من كبار مسؤولي الأمن القومي.
ناقشت هذه الرسائل تفاصيل الضربة العسكرية، بما في ذلك مشاركات من نائب الرئيس جيه دي فانس ومدير وكالة الاستخبارات المركزية. ورغم أن المحادثة كانت تتعلق بمسؤوليات حيوية، لذاكرة قدر تسريبها تعتبر ضربة قوية لأمن العمليات. وقد أبدى مسؤولون من كلا الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، مخاوفهم من هذا الخرق. وصدر عن السيناتور مارك وارنر وعضو الكونغرس كريس ديلوزيو تصريحات تدعو لتحقيق شامل، حيث اعتبروا ما حدث عيبًا كبيرًا في أمن المعلومات.
على الرغم من الانتقادات، ذكر البيت الأبيض أن الضربات العسكرية كانت “ناجحة وفعالة”. ومع ذلك، تسببت الفوضى الناجمة عن هذا الانتهاك في تقسيمات داخل فريق الأمن القومي، حيث أعرب جيه دي فانس عن قلقه من تنفيذ هذه العملية العسكرية، موضحًا أن هناك قضايا أكثر أهمية تتعلق بالتجارة الأوروبية.
تمثل هذه الحادثة جزءًا من سلسلة من الأحداث التي سلطت الضوء على كيفية تعامل الإدارات الأمريكية مع المعلومات الحساسة. ورغم أن استخدام هيلاري كلينتون لبريد إلكتروني خاص في السابق كان قضية مثيرة للجدل، فإن هذه المرة، كشف النقاب عن انقسامات داخل الحكومة الحالية، مما يعكس تحديات مستمرة تواجهها الإدارة في الحفاظ على أمن العمليات.
لم يكن مفاجئًا أن تعود الأمور لتتحكم فيها المتغيرات السياسية، حيث عُقدت أمال كبيرة حول أثر هذه الانتهاكات على المستقبل السياسي للأفراد المعنيين، بما في ذلك ترامب نفسه، الذي نفى معرفته بتقارير المجلة حول المحادثة. وأخذت الأمور تسير نحو اتجاهين؛ الحفاظ على الأمن القومي ومواجهة تداعيات ذلك في السياسة الداخلية والخارجية.