عازفة القانون الفلسطينية كريستين زايد، المقيمة بفرنسا، تربط بين مقتل الأمريكي جورج فلويد والفلسطيني إياد الحلاق. ففي مايو 2020، توفي فلويد اختناقاً بعد ضغط شرطي بركبته على عنقه في مينيابوليس، وبعد خمسة أيام، قُتل الحلاق، المصاب بالتوحد، برصاص الشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية. وتجسّد عبارة “العدالة لإياد وجورج” التي رفعت في مظاهرات عالمية، الترابط بين الحادثتين اللتين وقعتا بسبب عنف الشرطة على أساس عنصري.
زايد، التي نشأت في القدس ورام الله، لم تدرك قسوة الواقع إلا بعد انتقالها إلى فرنسا. وقالت: “كان عمري 9 سنوات حين اندلعت الانتفاضة الثانية، وكانت القنابل تتساقط، لكننا لم نكن خائفين، لأننا لم نفهم تماما ما كان يحدث”.
بدأت زايد رحلتها الموسيقية في سن الخامسة بفضل شقيقها، وتعلمت العزف على القانون، مستوحيةً إلهامها من الموسيقى التركية والعثمانية. وتعتبر الموسيقى ملاذاً لها، قائلةً: “أنقذتني الموسيقى. بفضلها أبتعد عن الواقع وأشعر بالحرية”.
وتشعر زايد بالمسؤولية والذنب تجاه ما يحدث في فلسطين، خاصةً الإبادة الجماعية في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، التي خلفت حسب بعض التقارير نحو 146 ألف قتيل وجريح، مع أكثر من 10 آلاف مفقود، وخسائر بشرية ومادية هائلة. وتضيف: “هذه الوحشية، هذه الإبادة الجماعية، لا أستطيع التعبير عنها بالكلمات”.
تأثرت زايد بشدة بمقتل فلويد والحلاق أثناء تأليف أغنيتها “سافرت”، مستوحاة من قصيدة لحسين البرغوثي. وترى زايد أن مقتل فلويد والحلاق يرمزان إلى ضحايا نفس النظام، فالأول قُتل لأنه أسود، والثاني لأنه فلسطيني. وقالت: “قُتل شخصان في أوقات مختلفة وفي أماكن مختلفة، لكن مقتل كل واحد منهما مرتبط بالآخر. وجدت علاقة بين حكايتيهما. وكنت أبكي وأنا ألحن أغنيتي”.