اخبار من اليمن الفنانة نجاة هي من عمالقة الغناء العربي ،ويأتي إسمها ضمن قائمة أجمل وأشهر الأصوات ،صاحبة الصوت المميز ، لم تخشى وقفة المسرح وهي في عمر السادسة ،مشوارها حافل بمئات الأغاني وقليل من الأفلام.
اسمها كاملًا نجاة محمد البابا، وهي من مواليد شهر أغسطس عام 1938، واشتهرت باسم نجاة الصغيرة لتفريقها عن الفنانة نجاة علي، وهي من أسرة فنية فوالدها وشقيقها كانا ملحنين وشقيقتها الفنانة الراحلة السندريلا سعاد حسني.
للخبر بقية في الأسفل.. ومن أخبارنا أيضاً:
وحينما اكتشف والدها حلاوة صوتها قام بتدريبها على الغناء، وبالفعل صعدت نجاة الصغيرة المنبر وهي ما تزال في السادسة من عمرها لتغني لأول مرة في حياتها أمام جمهور في حفل كبير لوزارة المعارف، وكان ذلك عام 1945، ووقتها قدمت مجموعة قوية من أغاني كوكب الشرق أم كلثوم، ونجحت بشدة، وتكرر الأمر مرات ومرات حتى اشتهرت بتقليدها.
وقد صرحت نجاة الصغيرة ذات مرة بأن أصغر أجر حصلت عليه كان «علبة شيكولاتة» قدمتها إليها الإذاعة المصرية، عندما غنت لأول مرة وهي بعُمر الست سنوات.
موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب أبدى إعجابه بموهبة نجاة الصغيرة، التي وصفها بقوله “صاحبة السكون الصاخب”، حتى أنه قدم بلاغاً ضد والدها محمد حسني بقسم شرطة الأزبكية عام 1949 كي يمنعها من الغناء في الحفلات والملاهي الليلية وهي بعد صغيرة لم تتعد العاشرة من عمرها.
ولكن البداية كانت قبل ذلك بخمس سنوات، حينما شدت نجاة بأغنية «سلوا قلبي» لكوكب الشرق أم كلثوم برزانة وحلاوة صوت نادرة، وفي اليوم التالي أفرد الكاتب الصحفي فكري أباظة مقاله بجريدة المصور للحديث عن موهبة تلك المعجزة الصغيرة تحت عنوان: «مطربة يجب أن تستولي عليها الحكومة» حتى لا تضيع عبثاً وسط الإهمال والاستغلال، وبالفعل قابل عبدالوهاب والدها كي يقنعه بضرورة تعليمها أصول الموسيقى والغناء وعدم إحياء الحفلات إلا بعد نضوج موهبتها وتجاوزها فترة المراهقة، وهو ما رفضه والدها في البداية إلا أنه امتثل لأمره بعد تحرير البلاغ.
وبعد حفلها الأول بعامين وبعدما تعلمت فنون الموسيقى والغناء، وقفت أمام الكاميرا وصوّرت أول أفلامها بعنوان «هدية»، للمخرج محمود ذو الفقار، عن نص له ولـعزيزة أمير، بعد ذلك احترفت الغناء لمعظم الكبار، منهم: زكريا أحمد، محمود الشريف، ومحمد عبد الوهاب، ولاقت أغنياتها نجاحًا جماهيريًّا كبيرًا لذلك وظفها المخرجون في الأفلام السينمائية التي شاركت فيها نجاة.
ظلت علاقة نجاة بأسرتها محل جدال مثير وخاصة علاقتها بشقيقتها السندريلا سعاد حسني، ولكن الخلاف الذي وقع بين القيثارة نجاة الصغيرة وبين مكتشفها الأول والدها محمد محمود حسني البابا كان الأكثر جدلًا؛ خاصة وأنه غير معروف الأسباب.
والد نجاة ساعدها في البداية على تعلم الغناء والموسيقى، وأسند إلى شقيقها الأكبر عزالدين مهمة إسنادها فنيًاً، ثم قدمها للمرة الأولى في حفل وزارة المعارف ليستمع الجمهور إليها وينبهر بموهبتها وقدرتها على أداء أصعب أدوار كوكب الشرق أم كلثوم.
وخلال تلك المرحلة كان يدعمها والدها وشقيقها عزالدين، حتى بدأت تتلمس طريق الشهرة والنجاح، ولكن خلافًا حادًا نشب بينهما مما اضطرها على ترك منزل الأسرة، واتخذت مع شقيقها مسكنًا خاصًا في حي الزمالك.
وقد ارتبط اسم والد القيثارة نجاة الصغيرة بشائعة طريفة عنها، وهي أنه كان يسقيها خلًا وهي «صغيرة» لتظل نحيلة الجسد وذلك لينتفع من ورائها ماديًا، ولكن شقيق القيثارة الأكبر الملحن عزالدين حسني نفى تلك الإشاعة بشدة وأكد أن والدهم كان محبًا للفن وهو من شجّع الجميع على تنمية مواهبهم الفنية، ليس هذا فقط بل هو من لفت نظر ابنه لموهبة شقيقته الغنائية.
ارتبطت نجاة كثيرًا بشقيقها الأكبر عزالدين، الذي كان يدعمها كثيرًا منذ البداية، ففي أثناء دراسته في معهد الموسيقى كان يحاول تدريب شقيقه سامي على أداء أغنية معينة، ولكنه وجد صعوبة كبيرة في تحفيظه الجملة اللحنية، وفجأة وجد والده يلفت نظري إلي نجاة، الطفلة ذو 4 أعوام.
الفنانة المصرية كانت ماهرة في الإمساك بإيقاع اللحن وهي تعزف بقدميها، فاختبرها عزالدين وبالفعل حفظت الجملة علي الفور، ومن ذلك اليوم تبنى شقيقها موهبتها الفنية وبدأ في تحفيظها أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم، والتي كانت السبب الأهم في نجاحها كمطربة، والسبب أيضًا في تضحيته بمستقبله كله من أجل عيونها.
بعد سنوات قليلة من انفصال نجاة عن والدها ومعيشتها مع شقيقها عزالدين، تزوجت من صديق شقيقها كمال منسي عام 1955، وأنجبت منه ابنها الوحيد وليد، وكان زوجها شديد التأثر والإعجاب بصوتها، وأحضر لها كبار المؤلفين والملحنين الذين قدموها بشكل مميز، وبعدما أنجبت من زوجها ومستشارها الفني ابن واحد هو وليد، تحول العش الهادئ إلى جحيم لا يطاق بعد أربع سنوات، إثر تدخلات الزوج في حياتها وفنها فسعت إلى تجاوز الأزمة بمحاولة الطلاق الودي ولكنه رفض وتحولت القضية إلى ساحات المحاكم، وبعد 6 أشهر انفصلت عنه بعد أن كسبت دعوى قضائية ضده، لتتزوج مرة ثانية وأخيرة من المخرج حسام الدين مصطفى، الذي أخرج لها فيلم «شاطئ المرح» مع حسن يوسف عام 1967، ولكن هذه الزيجة لم تستمر أيضًا لفترة طويلة، بعدها أعلنت نجاة تفرغها لابنها وفنها، فلم تتزوج مرة أخرى.
كما يُقال إن خلافات نشبت بينها وبين شقيقتها الفنانة الراحلة سعاد حسني بسبب الغيرة الفنية بينهما، بعد دخول الأخيرة مجال التمثيل والشهرة الكبيرة التي حصلت عليها بل وقيامها بالغناء في بعض أفلامها، وعن ذلك نفت نجاة هذا الأمر وأكدت أنها مطربة في المقام الأول وأنها تخلت عن التمثيل لصالح شقيقتها سعاد، التي لم يرق لها الموقف فردّت على نجاة بقولها “إنت موهبة كبيرة كمطربة وممثلة”، لتردّ نجاة على سعاد: إن عندك حلاوة صوت وخفّة ظل شادية يا ريتك تكملي غُنا.
نجاة الصغيرة ردت عنها تلك الشائعات في مجلة «الموعد» عام 1968؛ حيث أكدت أنها كانت تستعد آنذاك للقيام بفيلم مشترك مع سعاد وستؤديان خلاله دوري شقيقتين تغني إحداهما من أجل إسعاد الأخرى وتوفير نفقاتها بل وتضحي بنفسها وتستعذب التضحية في سبيل إنقاذ شقيقتها من المواقف المتأزمة التي تمر بها.
ولكن المؤكد أن مشروع الفيلم توقف ولم يخرج للنور، ولم يُعرف السر في ذلك حتى الآن، هل هي الغيرة الفنية حقًا أم أنها ظروف إنتاجية لا شأن لها بـ«الأخوة المتينة» التي ذكرتها «الموعد»؟!