اخبار من اليمن أصبح المقهى التقليدي الذي يجمع أشخاصاً من شتى الفئات العمرية، مشهداً نادراً في القرى الفرنسية، ما دفع رجلاً إلى تحويل شاحنته الصغيرة إلى مقهى جوّال بغية إنعاش العلاقات الاجتماعية.
ويقدّم سيبستيان شيرييه، (44 عاماً) وهو عامل سابق ضمن المجال الاجتماعي، مشروبات متنوعة بشاحنته في ساحة بلدة فيلكييه، البالغ عدد سكانها 483 نسمة.
ويتجمَّع أكثر من 10 زبائن، أغلبهم من الأطفال والمتقاعدين، تحت مظلة نُصِبت وراء أبواب الشاحنة الخلفية، حيث يجلس شيرييه خلف طاولة مصنوعة من خشب السنديان.
وقال باسكال ميرو رئيس بلدية فيلكييه: “تمّ إغلاق المقهى الأخير هنا قبل أكثر من سنة، وكان لدينا حتى عام 1985 أربعة من المقاهي”.
وأكد ميرو وآخرون أن مبادرة شيرييه تشكِّل فرصة لإحياء النسيج الاجتماعي الذي يتلاشى مع نزوح السكان إلى المدن الكبرى، ما يُرغِم المتاجر على الإغلاق ويسبّب تراجع الخدمات.
وذكر الحرفي الخمسيني أوليفييه: “في الماضي كان المقهى يسمح بِلقاء الأصدقاء، والآن جئت إلى هذه الشاحنة حتى أتعرّف إلى جيراني بعد أن كنّا نكتفي بتبادل التحية فقط”.
وبدأ شيرييه برأسه الحليق وأوشامه الكثيرة ولحيته الطويلة يلفت الأنظار إليه قبل أسابيع، خصوصاً بشاحنته التي سمّاها “سي لوكاز” أيّ الفرصة.
ويوفّر عبر حسابه في “فيسبوك” معلومات دقيقة حول أماكن وجوده في مقاطعة شير، وسط فرنسا، خلال أيام الأسبوع.
وقال شيرييه الذي كان يعمل تاجراً متنقلاً: “راودتني الفكرة منذ فترة، فأنا أمرّ في كثير من البلدات بِمنطقة سانسير، وسط فرنسا، وقد هالني عدد المتاجر التي تُغلق أبوابها، وخصوصاً المقاهي”.
وأضاف: “انتهى كل شيء الآن لقد أغلق جميعها، والناس مُسمّرون أمام التلفزيونات أو الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية .. لم يعد هناك مبادلات شخصية ما يعدّ كارثة”.