اخبار من اليمن تعد التطورات الأخيرة زلزالا بالنسبة إلى قيادات الإخوان، الهاربين في تركيا.
التطورات الأخيرة، التي شملت تسليم تركيا، الإخواني محمد عبد الحفيظ، أحد المتهمين باغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات، المحكوم عليه بالإعدام، إلى السلطات المصرية، لها مدلول وأثر كبير على مستقبل الجماعة في تركيا، بحسب ما يراه المراقبون.
مهتمون بالأوضاع في الشرق الأوسط، يرون أن النظام التركي، أوشك على التخلي عن الإخوان، وطردهم من بلاده، ليغسل سمعته من تهمة الإرهاب، حتى يمكنه الفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة، وحتى يقبل العالم وجوده، في ظل تداعيات دعمه لعدد من الجماعات الإرهابية، بخلاف الإخوان في مصر.
موقف تركيا المتشدد إزاء قضية الأكراد في منبج السورية، قد يكون سببا إضافيا للتخلي عن الإخوان، حيث يرى أردوغان، وفق ما يقوله المراقبون، أن إرضاء الولايات المتحدة الأمريكية، بالتخلي عن جماعة الإخوان وإرهابها، قد يكون طريقا مضمونا، لكي يحصل على الموافقة المنشودة من البيت الأبيض، بإطلاق يده في منبج، للقضاء على الأكراد.
ويرى المراقبون أن التطورات الجارية في مصر أيضا لها تأثير على موقف أردوغان من الإخوان، لأن نجاح مصر في استعادة الاستقرار الأمني، والسياسي، وفقدان الإخوان لأي وجود ظاهر، أو أي تأثير واضح على مجريات الأحداث هناك، جعل أردوغان يشعر بأنه يراهن على حصان خاسر، لن يجني من ورائه شيئا.
وأيضا خلافات قيادات الإخوان التي ظهرت على السطح في الفترة الأخيرة، وتبادلهم الاتهامات، بما ينذر باحتمال وقوع انفجار بينهم، يكشف فيه كل منهم جرائم الآخر، ومدى تورط تركيا فيها، يعد سببا آخر، لرغبة أردوغان في التخلي عنهم حتى لا يجد نفسه متورطا في فضائح سياسية، قد تفضي إلى القضاء على مستقبله السياسي بأكمله.