الحاج عبدالله الشبامي: 18 عامًا من العمل التطوعي في ترميم أكثر من 32 ألف مصحف في اليمن

عمل عبدالله الشبامي على صيانة وترميم أكثر من 32 ألف مصحف خلال أكثر من ثمانية عشر عاماً، جاب خلالها مختلف المناطق في اليمن. بدأ الشبامي رحلته في التسعينيات عندما كان من أبرز تجار المواشي في صنعاء، حيث كان يستورد الأغنام والعجول من القرن الإفريقي. إلا أن شراكة تجارية قادته للإفلاس بعد خلافات مالية مع شركائه الذي سلبوه أمواله وعقاراته بعد وفاتهم في حادث سير.
بعد تلك الصدمة، قرر الشبامي العودة لصيانة المصاحف عندما تمت الإشارة إليه بمصحف قديم ممزق كان متعلقاً بوالده. بدأ بإصلاح المصاحف في مكتبة منزله، واستفاد من نصائح واستشارات أشخاص في مجال تجليد الكتب. وتعلم مع مرور السنين حتى أصبحت لديه خبرة كبيرة في هذه المهنة.
وتحدث الشبامي عن بدء عمله الرسمي عندما عرض عليه وكيل وزارة الأوقاف تجليد المصاحف، إلا أنه واجه الفساد في الوزارة وقرر الانقطاع عن العمل معهم رغم إلحاحهم. كما أراد أن يعبر عن رفضه لسياسة وزارة الأوقاف في إحراق المصاحف التالفة، مما دفعه لزيارة المساجد في جميع المحافظات بحثًا عن المصاحف، واستطاع استخراج ترخيص ليرممها.
يبدأ يوم الشبامي بعد صلاة الفجر وينتهي عند صلاة المغرب. يقوم بترميم عشرات المصاحف يومياً بالتعاون مع نجله، ويحتاج إلى مواد خاصة للعمل، إلا أن ظروفه المادية قيّدت قدرته على توفيرها. ومع الدعم من فاعلي الخير، استطاع مواصلة عمله.
لديه أربعة أولاد وسبعة بنات، ويعتبر أن عمله في صيانة المصاحف يعود بالفائدة على ذريته. وعند بلوغه الثمانين، أكد أنه مهما طال العمر، لن يتوقف عن أداء مهنته في إصلاح المصاحف.