أحرز الرئيس السوري أحمد الشرع خطوات مهمة نحو توحيد سوريا واستعادة السيطرة من خلال ثلاث خطوات رئيسية. أولاً، تمكن من إحباط تمرد مسلح في مناطق الساحل حاولت خلايا النظام المخلوع من خلاله تقويض الدولة الجديدة. ثانيًا، تم التوصل إلى اتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لترسيخ دمجها في الدولة. وأخيرًا، تم الاتفاق مع أهالي ووجهاء محافظة السويداء على دمج المنطقة بالكامل في مؤسسات الدولة.
ومع ذلك، لا تزال التحديات في الجنوب السوري تمثل معضلة مستمرة، خصوصًا مع الأنشطة الإسرائيلية التي اكتسبت زخمًا بعد الإطاحة بنظام الأسد. تسعى إسرائيل لتعزيز نفوذها في المنطقة من خلال احتلال أجزاء جديدة وتغذية الانقسامات الطائفية، خاصة بين الدروز في الجنوب.
فيما يتعلق بالأهداف الإسرائيلية في سوريا، فقد أشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى استراتيجيات متعددة، تشمل تكريس الاحتلال في الجولان وقمة جبل الشيخ، وتعزيز الانفصالية بين الدروز، وتدمير الأصول العسكرية السورية لضمان عدم قدرة الدولة الجديدة على السيطرة على أراضيها واستعادة قوتها. كذلك، تسعى إسرائيل إلى تقويض دور تركيا في المنطقة من خلال شيطنة الإدارة الجديدة في دمشق وضغطها على الولايات المتحدة للحيلولة دون الاعتراف بها.
وفي سياق هذه التحديات، يتجه الشرع نحو تأكيد الالتزام باتفاقية فض الاشتباك للحد من التصادمات العسكرية مع إسرائيل. كما يعكف على دمج الفئات المختلفة في سوريا لتعزيز التماسك الوطني، وزيادة القبول الدولي به لدفع الدول الأخرى للضغط على إسرائيل.
الجدير بالذكر أن الشرع يسعى لتوسيع هامش المناورة لديه عبر علاقاته مع تركيا، مشيرًا إلى إمكانية تطوير اتفاقية دفاع مشترك في حال تفاقم التهديدات الإسرائيلية.
بالمجمل، يشكل هذا التحدي الإسرائيلي عقبة كبيرة أمام استقرار سوريا إلا أنه يفتح أيضًا الباب أمام الشرع لوضع استراتيجية شاملة للتعامل مع هذا الوضع، مما قد يسهم في تعزيز موقف سوريا على الساحة الدولية ويحد من التوترات مع إسرائيل.