كشفت صحيفة “الغارديان” عن انتهاكات خطيرة تعرض لها مهاجرون إثيوبيون على يد قوات الحدود السعودية، تشمل الجرائم المرتبطة بالاغتصاب والقتل. الشهادات التي جمعتها الصحيفة تظهر أن العديد من المهاجرين تعرضوا لإطلاق نار أثناء محاولتهم الوصول إلى السعودية عبر الحدود اليمنية.
أفاد أحد المهاجرين الإثيوبيين أنه شهد مقتل ثلاثة أشخاص في محيطه خلال رحلته إلى السعودية في عام 2022، حيث أصيب هو أيضًا بجروح نتيجة إطلاق النار. وذكر آخر أنه تعرض لإصابة بشظايا وأنه شهد اعتداءات sexualية على نساء من قبل رجال يرتدون زي حرس الحدود.
تكرس التقارير انتهاكات وفقًا لما جاء في تقرير “هيومن رايتس ووتش”، الذي أشار إلى مقتل “مئات المهاجرين وطالبي اللجوء الإثيوبيين” بين عامي 2022 و2023. وأكد التقرير أن هذه الأفعال قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
نوّهت “هيومن رايتس ووتش” إلى حادثة مروعة حيث أطلق حرس الحدود النار على رجل إثيوبي بعدما رفض اغتصاب اثنتين من الفتيات، وفرضوا على مراهق الانخراط في هذا الفعل. كما ذكرت أن بعض الضحايا تطلبوا اختيار الجزء الذي يريدون أن يُطلق عليهم النار فيه قبل تنفيذ الأمر.
وقالت نادية هاردمان، مؤلفة التقرير، “هناك ثقافة كاملة من الإفلات من العقاب” على الحدود، مشيرة إلى صعوبة إثبات حجم الجرائم بسبب القيود المفروضة على الوصول إلى المنطقة.
أحد المهاجرين السابقين، الذي كان مقاتلاً في الصراع بإثيوبيا، تحدث عن تجربته المؤلمة على الحدود، موضحًا أنه رأى جثثًا كثيرة على جوانب الطرق. وتم اعتقاله أثناء رحلته ورغم معاناته الكبيرة، تمكن في النهاية من الوصول إلى المملكة.
كما ناقش لاجئ آخر تجاربه القاسية وتجربته التي استمرت حتى تم احتجازه، حيث استمر في الإشارة إلى المعاناة النفسية التي يعيشها في ظل الخوف المتواصل من السلطات.
لم تتمكن الصحيفة من الحصول على تعليق من السلطات السعودية، التي نفت في وقت سابق هذه الادعاءات، مؤكدة على عدم صحة المعلومات وأنها ترتكز على مصادر غير موثوقة.