تقرير أمريكي: القضاء على زعيم الحوثيين لا يكفي لهزيمة الحركة في اليمن


نشرت مجلة أمريكية تحليلاً حول الصراع في اليمن، مشيرة إلى أن مجرد اغتيال زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، لن يكون كافياً لتحقيق هزيمة شاملة للجماعة. وفي تقرير للمجلة “warontherocks”، تم تسليط الضوء على ضرورة اعتماد استراتيجيات أكثر تعقيدًا لمواجهة التنظيم بدلاً من التركيز على الاغتيالات فقط.

وأوضحت المجلة أن الحوثيين تطوروا من جماعة متمردة إلى شبه دولة، مما يمنحهم مرونة تنظيمية كبيرة. فقد أظهرت ردود أفعالهم السابقة أنهم لم يتأثروا بشكل كبير بالاغتيالات رفيعة المستوى، وربما يكون لقتل الحوثي نتائج مخيبة للآمال.

استشهد التقرير بتصريحات السفير البريطاني السابق في اليمن، إدموند فيتون براون، حول استعداد الحوثيين لتحمل الخسائر في الأرواح، حيث يعتبرون ذلك جزءًا من استراتيجيتهم لإجبار الغرب على الاستسلام وطلب السلام. وبالفعل، فقد ازدادت الضغوط على التحالف المناهض للحوثيين منذ عام 2018 بسبب الخسائر الإنسانية الفادحة في الصراع، رغم أن الحوثيين يظهرون قدرة على تنفيذ هجمات ضد الأصول الأمريكية وحلفائها.

تعتمد جماعة الحوثي على ترسانة من الصواريخ الباليستية، وقد أثبتوا قدرتهم على تعطيل حركة الشحن الدولي في البحر الأحمر. كما تبين أنهم مستعدون للعمل مع جهات غير تقليدية، حيث أرسلوا مرتزقة للقتال لصالح روسيا في أوكرانيا، مما يدل على سعيهم لجلب الأموال من خلال أية وسائل ممكنة.

أشار التقرير إلى أن أحلام الاغتيال تتطلب استراتيجية أشمل تشمل ضربات عسكرية ضد بنية الحوثي التحتية ولدعم الاستقرار في المنطقة، وهناك أربعة أسباب رئيسية توضح لماذا قد تكون نتائج مقتل الحوثي مخيبة للآمال.

أولاً، تمتلك الحوثيون مؤسسات حكومية تضمن استمرار حكمهم، حيث استولوا على المؤسسات الرسمية بعد فرض سيطرتهم على العاصمة صنعاء. ثانياً، هم على دراية بجميع التدابير الأمنية اللازمة لتحصين قيادتهم ضد محاولات الاغتيال. ثالثاً، هناك أمثلة تاريخية تثبت أن اغتيال الزعماء لا يؤدي بالضرورة إلى إضعاف التنظيمات، بل قد يعزز قدرة قادة أكثر كفاءة.

وأخيراً، فإنه سيكون هناك حاجة إلى وقت لتطوير الاستخبارات التي تسمح بتنفيذ هجوم على الحوثي، مما يجعل فكرة الاعتماد على الاغتيال استراتيجية محفوفة بالمخاطر. وفي الختام، شددت المجلة على أن الهزيمة الحاسمة للحوثيين تتطلب تدمير العناصر التمكينية للنظام، بما في ذلك اقتصاده وقدراته العسكرية.

مصدر الخبر الأصلي