في تقرير صادر عن منصة “Global Coffee Report”، تم تسليط الضوء على تاريخ وبيئة زراعة القهوة في اليمن، مشيرة إلى التحديات التي تواجه القطاع. يعتبر إنتاج البن اليمني غامضًا، إذ تتعرض مناطق زراعته لمعدل الأمطار المنخفض، حيث يتطلب البن عادة 1000 مليمتر من الأمطار سنويًا، بينما تحصل مناطق القهوة في اليمن على ما بين 200 إلى 350 مليمتر فقط.
رغم ذلك، استمرت القهوة في النمو، ونقلت الآراء عن فارس شيباني، الرئيس التنفيذي لمؤسسة Qima Coffee، الذي قال إن اليمن كانت أول دولة تسوق البن تجارياً. واعتبر ذلك دليلاً على أن الثقافة القهوة بدأت في اليمن، مشيراً إلى أن البلاد لا تزال رائدة في هذا المجال.
تعتبر Qima Coffee مثالاً على الجهود المبذولة لإعادة إحياء زراعة البن اليمني، حيث أسس شيباني الشركة عام 2016 بهدف إدارة سلسلة القيمة من المزرعة إلى المقهى. يعد عدم الاستقرار السياسي والبنية التحتية الضعيفة من أبرز التحديات التي تواجه تصدير القهوة اليمنية إلى الأسواق الدولية، مما يعقد عملية نقلها من المزارع إلى الأسواق.
كما تسلط الشركة الضوء على أهمية تحسين ممارسات معالجة القهوة، حيث تواجه الصناعة مشاكل في الشفافية والجودة. وقد شهدت أفكار شيباني اهتماماً بعملية زراعة البن في بيئة قاسية مثل اليمن، مقتنعًا بأن هذه الطرق التقليدية يمكن أن تقدم مفاتيح لمواجهة التغيرات المناخية.
أثبتت الدراسات أن هناك تنوعًا جينيًا كبيرًا في أشجار البن اليمنية، مما يجعلها مهمة لصالح المزارعين في جميع أنحاء العالم الذين يواجهون تحديات مماثلة. تعاون شيباني مع خبراء لإجراء أبحاث حول هذا التنوع، منها دراسة تضم 137 عينة من قهوة أرابيكا، والتي أكدت أهمية حماية هذه الأصناف.
تكمن أهمية الاعتراف بدور النساء في زراعة القهوة اليمنية في الاستدامة والتنوع الثقافي. يساهم النساء بشكل كبير في عملية الزراعة، لكنهن نادراً ما ينلن التقدير الكافي. تسعى Qima Coffee لتغيير هذه الحالة، مع تسليط الضوء على دورهن الأهم في عمليات الإنتاج والإدارة.
مع ازدياد الطلب على القهوة المتخصصة، تتطلع Qima Coffee لإبراز النكهات الفريدة من اليمن. يتم وصف القهوة اليمنية بالنكهات الغنية وفقًا للوصف بأنها تشبه النبيذ، مما يجعلها فريدة من نوعها مقارنة بالنكهات من مناطق أخرى. يُظهر عمل الشركة التزامًا بتمكين المجتمعات المحلية والسعي لتحسين ظروف المزارعين من خلال الاعتراف بمساهماتهم التاريخية.