تشير دراسة جديدة صادرة عن المعهد الأسترالي للسياسة الاستراتيجية إلى أن الهجمات التي تقوم بها جماعة الحوثي ضد سفن الشحن في البحر الأحمر تمثل نقطة تحول حاسمة في التاريخ العسكري. ولفت التحليل الذي أعده المحلل ندرو رولاندر إلى ضرورة أن تتبنى القوات الأمريكية استراتيجيات مشابهة للتي يعتمدها الحوثيون في جهودهم للسيطرة على البحر.
يوضح التحليل أن الحوثيين يستخدمون مزيجاً من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات بدون طيار لتحقيق أهدافهم، مما أدى إلى تضرر أكثر من 30 سفينة تجارية ووقوع خسائر بشرية من بين البحارة. ويشير المعهد إلى أن هذه الأساليب تمثل نمطاً جديداً في النزاعات البحرية، مما يتطلب من القوات الأمريكية إعادة تقييم استراتيجياتها.
كما يرى المعهد أن القوات الأمريكية بحاجة إلى توسيع نطاق عملياتها لتكون جاهزة لمواجهة التهديدات المحتملة، لا سيما من قبل قوتين مثل الصين. ويعتمد الاقتراح الاستراتيجي على التركيز على أساليب العمليات البحرية الموزعة التي تم تطويرها في البحرية الأمريكية، مما يتيح تنسيقاً أعلى بين الوحدات في تنسيق فعّال على الأرض.
ويؤكد التحليل أيضاً على أهمية التكنولوجيا الحديثة، مشيراً إلى أن قوانين الحرب قد تتطور. كما يشير إلى أن برنامج “Typhon” والتكنولوجيا المتعلقة بالطائرات بدون طيار ستلعب دوراً محورياً في هذا السياق. من خلال تحسين القدرة على الانتشار الاستراتيجي، يمكن للجيش الأمريكي تعلم الدروس من تكتيكات الحوثيين في الصراع البحري.
تؤكد الدراسة على أن التعاون بين القوات الأمريكية وحلفائها، مثل أستراليا، سيكون له تأثير كبير في تعزيز قدرات التصدي للتهديدات المحتملة في غرب المحيط الهادئ. إن تطبيق تكتيكات الحوثيين في السيطرة على البحر هو خيار يتعين دراسته، إذا ما أُدمجت هذه الطرق مع التبادل السريع للقدرات العسكرية والحركية.
في الختام، يشدد المعهد الأسترالي على ضرورة أن يتعلم الجيش الأمريكي من التكتيكات المستخدمة في النزاعات الحديثة، حيث إن القدرة على السيطرة على البحر عبر استراتيجيات فعالة وتقنيات جديدة يمكن أن تجعل الفرق في أي صراع مستقبلي.