تدخل عسكري أوروبي مباشر في البحر الأحمر وأمريكا تستغني عن نفط الخليج وتحزم حقائبها استعدادا للرحيل


اخبار من اليمن قررت أوروبا المشاركة في حراسة البحر الأحمر بشكل دفاعي دون المشاركة بأي هجوم على اليمن، قد يبدو هذا القرار (طبيعيا) وهدفه حماية التجارة الدولية بين أوروبا وأسيا، إلا أن اللافت للنظر هو أن الطرف الثاني في هذه التجارة، أي الصين، غير موجود في البحر الأحمر.

ويبدو الأمر وكأن أوروبا تتورط في الشرق الأوسط عسكريا بصورة مباشرة، وكل ما يحدث يبدو وكأنها عملية تسلم وتسليم في الشرق الأوسط بين الولايات المتحدة وأوروبا.

منطقة الشرق الأوسط لم تعد تثير اهتمام الولايات المتحدة استراتيجيا، لأن لديها فائض في إنتاج النفط، ولم تعد بحاجة لنفط الخليج، فهي تنتج أكثر من ١٣ مليون برميل يوميا، بينما كانت تستورد، منذ حوالى العقد من الزمان، ٥ ملايين برميل يوميا، أغلبها من دول الخليج.

على العكس، فإن أوروبا التي كانت بحاجة إلى نفط وغاز الخليج، وهي الآن بحاجة أكبر بكثير من السابق بعد القطيعة مع روسيا، وأصبحت مرهونة بطاقتها على الخليج والولايات المتحدة.

كذلك الأمر بالنسبة للصين التي تعتبر أكبر مستورد للنفط والغاز الخليجي، أضف إلى ذلك أنها تصدر وتستورد السلع عبر البحر الأحمر وقناة السويس، كما يشكل الشرق الأوسط بالنسبة للصين أهمية استراتيجية كممر للطاقة.

مما يعني أن الخليج أصبح منطقة تجاذب وصراع بين أوروبا والصين أكثر مما كان الحال بين الاتحاد السوفييتي سابقا والولايات المتحدة، ولكن على عكس الاتحاد السوفياتي، لا تتمتع الصين بوجود عسكري في البحر الأحمر، ولا في الجوار، ولا حتى في الشرق الأوسط، فالقاعدة الوحيدة الصينية للمراقبة هي في جيبوتي في القرن الأفريقي، بينما سمحت الحرب على غزة للدول الغربية بالعودة عسكريا إلى المنطقة العربية، وهذا أمر قد يهدد إلى حد ما الأمن القومي الصيني.

إقـرأ أيضــًا : الاتحاد الأوروبي يعلن إطلاق عملية ”الحامي” ضد الحوثيين في البحر الأحمر